قطعت حماس الطريق على الأنباء التي يروج لها إعلام الاحتلال الإسرائيلي بأن حماس قبلت مبادرة أمريكية جديدة لإطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، مقابل تمديد وقف إطلاق النار، إذ نفى القيادي في الحركة محمود مرداوي، ما يتم تداوله بشأن تلقي الوسطاء رسائل تفيد بانفتاح الحركة على هدنة مؤقتة في قطاع غزة.
أوضح مرداوي أن حماس تؤكد تمسكها التام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، مع ضرورة الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية وفقًا للمحددات المتفق عليها، وأن هذه الأنباء غير صحيحة ولا تمت للواقع بصلة.
وقالت حماس، منتصف ليلة الأحد، إن وفدها برئاسة رئيس مجلسها القيادي محمد درويش بحث خلال لقاء مع رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد في القاهرة عدد من القضايا المهمة بروح إيجابية ومسؤولية.
وبينت حماس، في تصريح صحفي لها أن الطرفين بحثا مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مراحله المختلفة.
أضافت أن الوفد شدد على ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية وفتح المعابر وإعادة دخول المواد الإغاثية للقطاع دون قيد أو شرط.
وأكد الوفد، وفق تصريح حماس، موافقة الحركة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات العامة في كل مستوياتها الوطنية والرئاسية والتشريعية.
أما المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، يقول إن المناقشات جارية مع الوسطاء لبدء المرحلة الثانية من المفاوضات، ونتوقع زيادة حراك الوسطاء في الأيام القادمة، وأن هناك ثلاث اعتبارات للمرحلة الثانية نص عليها الاتفاق، وهي إجراء عملية تبادل والانسحاب الكامل من القطاع والتعهد بعدم العودة للعدوان.
لفت قاسم في تصريحات صحفية أن الحركة أوضحت للوسطاء رفضهم تمديد المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار، والتزامهم الكامل بما تم التوقيع عليه.
يضيف: "جاهزون لإجراء عملية تبادل أسرى بمفاتيح مختلفة في المرحلة الثانية للاتفاق، لأن فئات الأسرى الإسرائيليين مختلفة في المرحلة الثانية وهذا تصنيف متفق عليه".
وبشأن لقاء الحركة بممثل الإدارة الأمريكية، يقول قاسم: "لا مشكلة لدينا في اللقاء بممثلي الإدارة الأمريكية لإدراكنا أنها تملك الضغط على الاحتلال وكان لها دور في الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار. ولا نمانع من إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية ولكن في إطار اتفاق شامل يعطي المرحلة الثانية استحقاقاتها".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة لم تسمّها، أن الوسطاء الإقليميين (مصر وقطر) ينتظرون زيارة ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، والتي قد تتم في الأيام المقبلة.
وبحسب المصادر، سيحمل ويتكوف مبادرة أمريكية تقضي بالإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين لدى حماس، مقابل تمديد وقف إطلاق النار لعدة أشهر، دون تحديد إطار زمني دقيق.
وأضافت أن المفاوضات ستُجرى بين الولايات المتحدة وحركة حماس مباشرة، دون تدخل إسرائيل.
يأتي ذلك فيما يجري نتنياهو، مساء اليوم، تقييما للوضع بشأن مفاوضات إطلاق الأسرى بغزة، عشية اجتماع مقرر للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “كابينت”.
ووفقا لتقديرات المخابرات الإسرائيلية، لا يزال 59 أسيرا إسرائيليا في غزة، يُعتقد أن 35 منهم قتلوا، بينما يُعتقد أن 22 آخرين ما زالوا أحياء، في حين يظل مصير اثنين غير معروف.
ومن بين هؤلاء 5 يحملون الجنسية الأمريكية، أبرزهم إيدان ألكسندر (21 عاما)، الذي يعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة.
والأحد الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.