تجاوز مانشستر يونايتد التوقعات بأداء شجاع تعادل به أمام أرسنال بهدف لمثله في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي نتيجة خدمت آمال ليفربول في مساعيه لتحقيق اللقب، كونه أصبح على بُعد 15 نقطة من "المدفعجية" مع تبقي مباراة أقل للأخير.
افتقرت المباراة إلى الجودة التي كانت مرتبطة بهذا الكلاسيكو، لكن مانشستر يونايتد تقدم بهدف عبر برونو فرنانديز قبل وقت قصير من نهاية الشوط الأول من ركلة حرة من 25 ياردة، وهي اللقطة الأفضل في الشوط الأول.
وأهدر اليونايتد فرصتين لمضاعفة تقدمه، حيث تصدى دافيد رايا ببراعة لتسديدة نصير مزراوي، كما تصدى حارس مرمى أرسنال أيضًا لتسديدة جوشوا زيركزي بكعب القدم، واستسلم الشياطين الحمر في النهاية لموجات الضغط من الضيوف عندما سجل ديكلان رايس، قبل أن يتصدى رايا العملاق لتسديدة من فرنانديز في الدقائق الأخيرة منقذا فريقه من الخسارة.
واصل مانشستر يونايتد فشله في الفوز على "المدفعجية" في آخر ست مباريات بينهما في جميع المسابقات (تعادل 2 وخسر 4)؛ وهي أطول سلسلة له دون الفوز عليهم منذ أبريل 1999 (كانت سلسلة من ست مباريات أيضًا وبنفس النتائج).
دور برونو فرنانديز بخلاف الهدف
لعب برونو فرنانديز في عمق الملعب لمساعدة كاسيميرو، لذا كان له دور تنظيمي أكثر من المعتاد، ومع ذلك قدم اللحظة البارزة، مسجلًا هدفه الثالث في آخر خمس مباريات، وهدفه الثاني من ركلة حرة مباشرة بالتخصص.
بهدفه اليوم يكون اللاعب البرتغالي قد شارك بشكل مباشر في أكثر من 25 هدفًا في كل من المواسم الثلاثة الماضية لمانشستر يونايتد (12 هدفًا و13 تمريرات حاسمة هذا الموسم)؛ وبات واحدًا من ثلاثة لاعبين فقط فعلوا ذلك لنادي من الدوري الإنجليزي الممتاز في مواسم (2022-23 و2023-24 و2024-25) إلى جانب محمد صلاح وإيرلينغ هالاند.
عيوب طريقة أموريم تظهر أمام فرق مثل أرسنال
نظرًا للظروف المحيطة بمانشستر يونايتد، كان المدرب البرتغالي روبن أموريم سيقبل هذه النتيجة بنسبة 100% قبل انطلاق المباراة، كانت خطة لعب حذرة ولكنها واقعية، وكادت تؤتي ثمارها.
لكن أموريم يريد أن يتولى مانشستر يونايتد السيطرة على المباريات، لكن في الواقع يظل الفريق الأكثر خطورة في الهجمات المرتدة، وتستمر معاناته ضد المنافسين الذين يضغطون بقوة، مع ظهور العديد من نفس المشكلات في هزيمته (0-1) الشهر الماضي أمام توتنهام هوتسبير.
مع وجود كريستيان إريكسن وكاسيميرو على أرض الملعب، فعملية افتكاك الكرات تكون صعبة للغاية في المرتدات، واليونايتد عانى منها بسبب ضعف الأداء الدفاعي للثنائي.
استخدام ثلاثة مدافعين في قلب الدفاع يدعو الفرق التي تضغط بقوة مثل أرسنال إلى الضغط على خط الوسط وإرهاقه، مما يترك مانشستر يونايتد مع خيارات قليلة في الخروج بالكرة على الأرض، وإما التشتيت.
تتطلب طريقة لعب أموريم لاعبين في وسط الملعب أفضل من كاسيميرو في الخروج بالكرة تحت أمام الضغط والزيادة العددية، وهو ما لا يتمتع به يونايتد ببساطة، حتى يتغير ذلك، ستظل الهجمات المرتدة هي الطريق الأكثر موثوقية لليونايتد إلى مرمى الخصم.
هل حدث من قبل أن كسر فريق فارق من 12 نقطة؟
أصبح أرسنال الآن يتقدم بفارق 15 نقطة عن ليفربول المتصدر مع مباراة أقل للمدفعجية، وإن افترضنا نجاح فريق ميكيل أرتيتا في الفوز بها وتقليص الفارق إلى 12 نقطة، هل حدث ذلك من قبل؟
تجب الإشارة إلى أن النادي اللندني نفسه يحمل الرقم القياسي لأكبر عودة في سباق الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما كان متأخرًا بـ13 نقطة عن مانشستر يونايتد في موسم 1997-98 قبل فترة أعياد الميلاد.
اقرأ المزيد
تحول أداؤه بعد فترة الأعياد حينها بشكل مذهل، حيث لم يخسر حتى آخر مباراتين له، بعدما حسم اللقب بفضل سلسلة انتصارات متتالية بلغت 10 مباريات، تلقى خلالها ثلاثة أهداف فقط.
إلا أن هذا الفارق كان قبل فترة أعياد الميلاد، والوضع مغاير تمامًا الآن، فنحن في الجولة 29 أي قبل 9 جولات على نهاية الموسم، ولم يسبق لأي فريق في تاريخ البريميرليغ بالمسمى الجديد أن نجح فريق في تعويض هذا الفارق في هذه المرحلة.
أرسنال والنقاط السهلة المهدرة
فشل أرسنال في الفوز بثلاث مباريات ضد فرق تبدأ اليوم في المركز الخامس عشر أو أقل في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (فاز في 7 وتعادل في 2 وخسر واحدة)، بعد الفوز بجميع المباريات الـ 12 التي لعبها الموسم الماضي ضد خصوم بين المركزين الخامس عشر والعشرين في الجدول.
