توسعت الاشتباكات بين قوات الأمن السوري وعناصر من فلول النظام السابق في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، لتصل إلى حي المزة في دمشق. هذه التطورات جاءت عقب استهداف حاجز أمني في المنطقة وإلقاء قنابل عليه، مما أدى إلى تصعيد جديد بالتوترات التي تشهدها عدة مناطق في البلاد منذ أيام.
وفقاً لتقارير إعلامية سورية، شهد حي المزة 86 انفجاراً عنيفاً تبعه تبادل مكثف لإطلاق النار بين قوات الأمن السوري والعناصر المهاجمة، في إشارة واضحة إلى اشتداد حدة المواجهات داخل العاصمة.
قوات الأمن السوري تهاجم عناصر من فلول النظام السابق
وفي تغريدة عبر الحساب الرسمي للتلفزيون السوري على منصة “إكس”، جرى تأكيد أن حاجز الأمن السياسي في منطقة المزة تعرض لهجوم مجهولين دون تسجيل أي إصابات مباشرة.
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للحظة وقوع الهجوم، أظهرت فيها قوات الأمن السوري وهم يندفعون نحو سيارة قرب الحاجز، وسط دوي إطلاق نار كثيف يوثّق الأجواء المشحونة التي شهدتها المنطقة.
وفي سياق متصل، علّق الإعلامي السوري محمد جمال على أحد هذه المقاطع المنشورة عبر “إكس” قائلاً:
“هذا جزء من الاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن السوري الداخلي وفلول نظام الأسد في حي المزة بالعاصمة دمشق. الحمد لله تم تحييد جميع المهاجمين بفضل بطولات رجالنا”.
أما سامر يوسف، المدير العام لقناة وراديو “شام إف إم”، فقد علق على مقطع فيديو آخر قائلًا إن اشتباكات اندلعت بين الفصائل على أوتوستراد المزة في دمشق قبل وقت قصير.
وفي سياق متصل، أفادت منصة “أخبار سوريا” عبر “إكس” بأن جهاز الأمن العام في العاصمة دمشق ألقى القبض على عدد من عناصر فلول النظام السابق في حي المزة، وذلك ضمن سلسلة عمليات أمنية مستمرة.
كما ذكرت المنصة أن سيارة تابعة لفلول النظام السابق ألقت قنبلة على قوات الأمن السوري العام خلال تحركها على أوتوستراد المزة. وتابعت بأن الأجهزة الأمنية لاحقت المجموعة وتمكنت من القبض على عدد منهم.
تصاعد الأوضاع
شهد حي المزة تصعيدًا لافتًا عقب ساعات قليلة من التصريحات الحازمة للرئيس السوري أحمد الشرع، الذي تعهد بمحاسبة جميع المتورطين في الأحداث الدامية التي يشهدها الساحل السوري، حيث تدور مواجهات عنيفة منذ أيام بين قوات الأمن العام وفلول نظام بشار الأسد المخلوع.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع انطلاق المرحلة الثانية من العملية الأمنية التي أطلقتها الحكومة السورية لملاحقة فلول النظام السابق بعد اشتباكات عنيفة شهدتها مدن الساحل. وأسفرت هذه المواجهات عن خسائر كبيرة في صفوف الفصائل المسلحة.
تداعيات الهجوم وأبعاده
يمثل انتشار الاشتباكات في حي المزة، الذي يقع في قلب العاصمة دمشق، دليلاً على تدهور خطير في الأوضاع الأمنية، حيث يُعتبر هذا الحي من أكثر المناطق تحصينًا وأهمية من الناحية الأمنية والسياسية.
إن استهداف حاجز الأمن السياسي يدل على قدرة المجموعات المهاجمة على تنفيذ عمليات داخل العاصمة، مما قد يدفع السلطات إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لمواجهة هذا التحدي المتزايد.
ومع استمرار العمليات الأمنية ضد بقايا نظام الأسد المخلوع، تشير التطورات الميدانية إلى دخول مرحلة جديدة من المواجهات، قد تمتد إلى مناطق أخرى في دمشق، مما قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في المشهد السوري بشكل عام.
