تحل اليوم ذكرى نياحة البابا كيرلس السادس، البطريرك رقم 116 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذي اشتهر بإيمانه العميق وقوة صلواته. كان له تأثير كبير في دعم الجيش المصري خلال أصعب الفترات، لاسيما أثناء نكسة عام 1967 وحرب أكتوبر 1973.

ذكرى نياحة البابا كيرلس السادس
في خضم الأزمات التي شهدتها البلاد، وخاصة خلال حرب 1967، كان البابا كيرلس السادس رمزًا للأمل والروحانية. لم يكن بعيدًا عن الحدث بل اختار أن يكرّس جهوده بالصلاة من أجل مصر، داعيًا الله لحماية الوطن وتحقيق النصر.
تميز باباوية البابا كيرلس بالساعات الطويلة التي كان يقضيها داخل الكاتدرائية المرقسية، متضرعًا ومؤمناً بقوة الصلاة في تحقيق السلامة واستعادة كرامة الوطن على يد القوات المسلحة.

رسائل دعم البابا كيرلس السادس للجنود والقيادة السياسية
حافظ البابا كيرلس السادس على علاقة مستمرة مع المسؤولين، إذ حرص على إرسال رسائل دعم للرئيس الراحل جمال عبد الناصر عقب نكسة 1967. أكد في رسائله أن الصبر والإيمان هما السلاح الأهم لتجاوز المحن واستعادة التوازن.
لم يقتصر دعمه على القيادة فقط، بل امتد أيضًا إلى جنود الجيش، حيث كان يحثهم من خلال رسائل التشجيع على التمسك بالأمل والاستعداد للانتصار القادم، معززًا فيهم الروح المعنوية واليقين بالنصر.

حرب أكتوبر 1973 وشهادات التاريخ
مع اندلاع حرب أكتوبر 1973، وعلى الرغم من وفاته بعامين، أكد عدد من القادة العسكريين أن البابا كيرلس السادس سبق وأن تنبأ بالنصر المرتقب قبل رحيله. في إحدى عظاته، قال عبارته الشهيرة: “الضيقة ستمر، والنصر آتٍ لا محالة، الرب لن يترك مصر”، ووجد الكثيرون في كلماته دلالة على بصيرته الروحية العميقة وإيمانه الذي لم يتزعزع.
لا تزال مواقف البابا كيرلس السادس الوطنية حاضرة بقوة في ذاكرة المصريين، فقد كان رمزًا للوحدة الوطنية ومصدرًا للدعم الروحي خلال أكثر الفترات صعوبة. وفي ذكرى رحيله اليوم، يستعيد المصريون صورته كقائد روحي تجاوز تأثيره حدود الكنيسة ليشمل كافة أبناء الوطن، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، ناشرًا رسالة السلام وداعيًا لتحقيق الانتصار.