اتهم إيلون ماسك، الحليف المقرب للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كلا من جورج سوروس، وريد هوفمان، المؤسس المشارك لموقع لينكد إن، ضمن عدد كبير من أعضاء الحزب الديمقراطي بتمويل الاحتجاجات المناهضة لشركة تسلا، ولا يزال الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، يحمل لقب أغنى رجل في العالم، على الرغم من أن ثروته شهدت تراجعًا كبيرًا بعد أن خسرت أسهم شركته للسيارات الكهربائية جزءًا كبيرًا من مكاسبها التي حققتها في أعقاب الانتخابات الأمريكية، وفقًا لتقرير نشرته شبكة فوكس نيوز، وانخفضت ثروة ماسك بمقدار 121 مليار دولار عن ذروتها التي بلغت 464 مليار دولار في ديسمبر الماضي.
وادعى إيلون ماسك أن المتظاهرين تم تمويلهم من قبل جورج سوروس وريد هوفمان وهربرت ساندلر وباتريشيا بومان وليا هانت هندريكس، بين آخرين، بتمويل الاحتجاجات ضد شركة السيارات الكهربائية تيسلا. وعبر منشور على منصة X، ادعى الرئيس التنفيذي لشركة تسلا أن التحقيق حدد خمس مجموعات، يُزعم أنها ممولة من خلال "آكت بلو – ActBlue" وهي منصة جمع التبرعات الرئيسية للحزب الديمقراطي - كمنظمين لهذه المظاهرات.
وتأسست المنصة التي يتهمها ماسك في عام 2004، وهي أداة رئيسية لجمع التبرعات للمرشحين الديمقراطيين والقضايا التي تهمهم، كما أشار ماسك إلى مجموعات أخرى من بينها الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا باعتبارها القوى الدافعة وراء احتجاجات تسلا.
"وكتب: "من بين ممولي هذه المجموعات جورج سوروس، وريد هوفمان، وهربرت ساندلر، وباتريشيا بومان، وليا هانت هندريكس"، وأضاف: "إذا كنت تعرف أي شيء عن هذا، فيرجى النشر في الردود. شكرًا لك، إيلون".
وقد اشتدت الاحتجاجات ضد تيسلا على مدار الأسابيع الماضية. وقد حدثت مظاهرات في أكثر من 50 موقعًا لتيسلا في جميع أنحاء الولايات المتحدة بشعارات مثل "نحن بحاجة إلى هواء نظيف، وليس ملياردير آخر" و"يجب ترحيل إيلون ماسك بعيدًا عن أمريكا".
كما اكتسبت الحركة زخمًا دوليًا، حيث تم الإبلاغ عن احتجاجات في مدن مثل برشلونة ولندن ولشبونة. ويبدو أن التنسيق يتم تسهيله من خلال منصات مثل موقع تسلا تيك داون، واتهم ماسك منصة الحزب الديمقراطي بالسماح بتبرعات أجنبية وغير قانونية، مما أدى إلى استقالة سبعة مسؤولين كبار مؤخرًا، بما في ذلك المستشار العام المساعد.
في أكتوبر 2024، حث المدعي العام لولاية تكساس كين باكستون لجنة الانتخابات الفيدرالية على تطبيق لوائح أكثر صرامة بعد تحقيق استمر لمدة عام في ممارسات المنصة، وكشف التحقيق عن العديد من التبرعات المشبوهة التي تم إجراؤها عبر بطاقات الائتمان المدفوعة مسبقًا، مما يشير إلى الاستخدام المحتمل لهويات مزيفة، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك بوست في ذلك الوقت.
كما اكتشفت لجنة إدارة مجلس النواب التي يقودها الجمهوريون أدلة تشير إلى أن التبرعات غير القانونية من خصوم أجانب مثل الصين وروسيا وإيران وفنزويلا ربما تم توجيهها إلى الحملات الديمقراطية من خلال منصة التبرعات، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست.
وردًا على هذه المخاوف، قامت منصة التبرعات المحسوبة على الحزب الديمقراطي بتحديث سياساتها في ديسمبر 2024 لرفض التبرعات تلقائيًا باستخدام بطاقات الدفع المسبق الأجنبية وبطاقات الهدايا المحلية والمساهمات من البلدان عالية المخاطر أو الخاضعة للعقوبات.
خسائر كبيرة
في غضون شهرين فقط، خسر ماسك حوالي 121 مليار دولار، وهو ما يعكس تراجعًا حادًا في أداء أسهم تسلا. هذه الخسارة الكبيرة تثير تساؤلات حول مستقبل الشركة وقدرتها على الحفاظ على موقعها الرائد في سوق السيارات الكهربائية.
ووجدت شركة السيارات الكهربائية نفسها بشكل متزايد في سجلات الشرطة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، بعد أكثر من سبعة أسابيع من تنصيب الرئيس دونالد ترامب لولاية ثانية، حيث جاء الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك إلى الإدارة كمستشار أول للرئيس.
وأضرمت النيران في محطات شحن سيارات تيسلا بالقرب من بوسطن يوم الماضي الاثنين. وأطلقت أعيرة نارية على وكالة تيسلا في ولاية أوريجون بعد منتصف ليل الخميس. وألقي القبض على أشخاص أثناء احتجاج سلمي في وكالة تيسلا في مانهاتن السفلى يوم أمس السبت.
ويواجه ماسك، البالغ من العمر 53 عاما، انتقادات متزايدة بسبب تخفيضاته الشاملة للوكالات الفيدرالية، والتي جاءت نتيجة لمبادرة خفض التكاليف التي أطلق عليها ماسك اسم وزارة كفاءة الحكومة.
وخلال مظاهرة حديثة في وقت مبكر من الأسبوع الجاري، في صالة عرض تيسلا الفخمة في حي ويست فيليج في مانهاتن، انضم المتظاهرون إلى هتافات "لم يصوت أحد لإيلون ماسك" وكان أحدهم يحمل لافتة كتب عليها "أرسلوا ماسك إلى المريخ الآن!!".
أسباب تراجع تيسلا
ساهم تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية في تراجع تيسلا، خاصة مع مع دخول منافسين جدد إلى السوق، أصبح من الصعب على تيسلا الحفاظ على نموها السابق، كما قامت تيسلا بتخفيض أسعار سياراتها لتعزيز المبيعات، لكن ذلك أدى إلى ضغط هوامش الربح وخلق تحديات مالية، علاوة على ارتفاع أسعار الفائدة وعدم اليقين الاقتصادي دفعا المستثمرين إلى الابتعاد عن الأسهم عالية المخاطر مثل تيسلا.
ويقول المراقبون إن تركيز ماسك المشتت مع انشغال ماسك بعدة مشاريع أخرى مثل SpaceX وX ، تويتر سابقًا، والذكاء الاصطناعي عنصر مهم في التأثير على شركاته، ويتساءل المستثمرون عما إذا كان لا يزال يركز بشكل كافٍ على تيسلا.
تداعيات الخسارة
بلغت ثروة ماسك ذروتها في ديسمبر الماضي عند 464 مليار دولار، لكنها انخفضت الآن إلى حوالي 342.8 مليار دولار. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال ماسك واحدًا من أغنى الأشخاص في العالم، متفوقًا بفارق كبير على منافسيه مثل مارك زوكربيرج.
التحديات المستقبلية:
تواجه تيسلا منافسة شرسة في سوق السيارات الكهربائية، خاصة في الصين وأوروبا، حيث تتفوق الشركات المحلية في تقديم حلول تنافسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات من الصين وكندا قد أثرت سلبًا على أرباح الشركة.
أشار محللو وول ستريت إلى أن مشاركة ماسك مع إدارة ترامب قد تزيد من حالة عدم اليقين حول مستقبل تيسلا، خاصة مع تزايد المشاعر المعادية للشركة في الولايات المتحدة وأوروبا. ومع ذلك، لا يزال بعض المحللين متفائلين بشأن قدرة تيسلا على إطلاق نماذج جديدة من السيارات الكهربائية بأسعار معقولة، مما قد يعيد تنشيط نموها.
في حين أن إيلون ماسك لا يزال شخصية بارزة في عالم الأعمال والتكنولوجيا، فإن التحديات التي تواجهها تيسلا تثير تساؤلات حول قدرتها على الحفاظ على مكانتها كرائدة في سوق السيارات الكهربائية. ومع استمرار التقلبات في السوق، يبقى المستقبل مفتوحًا أمام إمكانية عودة ماسك وتيسلا إلى المسار الصعودي أو ربما مواجهة المزيد من التحديات والصعوبات الجديدة.