نظام تداول الانبعاثات الأوروبي الجديد قد يسجل أعلى سعر للكربون عالميًا

مع اقتراب موعد إطلاق نظام تداول الانبعاثات الأوروبي الجديد في عام 2027، يترقب العالم تأثير هذا النظام الذي قد يمتد إلى فواتير المستهلكين.

فالنظام الجديد يضع قطاعات النقل البري والمباني والصناعات الصغيرة تحت مظلة قيود صارمة، فارضًا واقعًا جديدًا يرفع تكلفة التلوث إلى مستويات غير مسبوقة.

ووفقًا لذلك، توقّع تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن يصل سعر الكربون في أوروبا إلى 149 يورو (156 دولارًا) للطن المتري بحلول عام 2030، ليصبح الأعلى عالميًا.

ورغم أن الشركات ستكون أول من يواجه تبعات هذا النظام، فإن التكلفة ستتسلل إلى المستهلكين، لترفع أسعار الوقود وفواتير التدفئة والنقل.

تأثير نظام تداول الانبعاثات الأوروبي الجديد

تشير تقديرات شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس إلى أن تأثير نظام تداول الانبعاثات الأوروبي الجديد سينزلق تدريجيًا إلى المستهلكين.

وأوضح أن الزيادات في التكاليف ستتحملها في البداية شركات توريد الوقود، ولكنها ستنتقل في النهاية إلى المستهلكين، الذين سيتحملون الجزء الأكبر من تكلفة الكربون.

وحال تمرير التكلفة بالكامل إلى المستهلكين، تتوقع بلومبرغ نيو إنرجي فايننس ارتفاع فواتير النقل البري بنسبة 22-27%، وتضاعف أعباء التدفئة المنزلية لتتراوح بين 31-41%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وقد أدى هذا الارتفاع المتوقع في الأسعار إلى معارضة نظام تداول الانبعاثات الأوروبي الجديد من قبل بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك بولندا والتشيك وسلوفاكيا.

وفي الوقت الذي تتوالى فيه الاعتراضات، أشار التقرير إلى مجموعة من الفوائد للنظام الجديد، أبرزها:

• ضخ إيرادات تقارب 705 مليارات يورو (762 مليار دولار) بين 2027 و2035.
• الارتفاع المتوقع في أسعار الكربون، نتيجة النقص المحتمل في تصاريح الانبعاثات، سيؤدي ذلك إلى خفض إضافي للانبعاثات المباشرة قدره 232 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030.

مستهدفات سوق الكربون الجديدة

تستهدف سوق الكربون الجديدة خفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2005، وهو معدل أدنى من 62% الذي يفرضه نظام تداول الانبعاثات الأوروبي الحالي.

ومع ذلك، فإنّ توسُّع النظام سيجعل 78% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة في المنطقة الاقتصادية الأوروبية خاضعة لسعر الكربون بدءًا من 2027.

ويرى التقرير أن تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي يتطلب التزامًا واسع النطاق، رغم التعقيدات التي تواجه قطاعَي النقل والبناء، نظرًا لانعكاسهما المباشر على المستهلكين.

وتكشف التوقعات ارتفاعًا حادًا في أسعار الكربون بدءًا من 2027، ما سيؤدي إلى زيادة في فواتير المستهلكين، إلّا أن هذه التداعيات قد تتراجع بعد 2030، مع انخفاض الانبعاثات، وتراجع أسعار الحلول منخفضة الكربون مثل السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية.

تداول الانبعاثات في أوروبا

بعد عقدين من الزمن على تطبيق نظام تداول الانبعاثات الأوروبي الأول لتغطية انبعاثات شركات الطيران ومحطات الكهرباء الكبيرة والمنشآت الصناعية، يأتي النظام الجديد المعروف بـ" ETS2"، ليشمل قطاعات كانت بمنأى عن القيود السابقة، مثل البناء والنقل البري والصناعات الصغيرة.

ومع دخول النظام الجديد حيز التنفيذ، ستتمكن الشركات من تداول الانبعاثات بطريقة مماثلة للنظام الحالي.

وسبق أن كشف تقرير لمعهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي أن المملكة المتحدة خسرت ما يقارب 2.9 مليار جنيه إسترليني (3.75 مليار دولار) من العائدات العامة بين عامي 2025 و2026، نتيجة لفارق التسعير بين نظام تداول الانبعاثات البريطاني ونظيره الأوروبي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويشير التقرير إلى أن نظام تداول الانبعاثات الأوروبي يُتداول بأسعار أعلى بنسبة 50% من نظيره البريطاني على مدار العامين الماضيين، وذلك بعد أن شددت بروكسل سقف الانبعاثات في 2023؛ ما أدى إلى زيادة الفجوة بين النظامين.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه المطالبات بربط نظام تداول الانبعاثات البريطاني بنظيره الأوروبي لتعزيز سيولة السوق وتسريع جهود خفض الكربون، تواجه الحكومة معارضة سياسية خشية أن تؤدي هذه الخطوة إلى رفع التكاليف على المستهلكين البريطانيين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. نظام تداول الانبعاثات الأوروبي الجديد من بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.
2. تداول الانبعاثات في بريطانيا من معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.