أزمة حرية البحث العلمي في القضايا الدينية
الاثنين 10 مارس 2025 | 09:16 مساءً
أثار الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الجدل مجددًا حول قضية تارك الصلاة كسلًا، حيث أكد خلال ظهوره في برنامج "أصعب سؤال" مع الإعلامي مصعب العباسي، أن البحث العلمي في القضايا الدينية يواجه أزمة حقيقية، بسبب حملات التشويه والاتهامات التي تطاله كلما أبدى رأيًا فقهيًا.
أكد الدكتور أحمد كريمة أن حرية البحث العلمي في الأمور الدينية تكاد تكون معدومة، مشيرًا إلى أنه كلما أدلى بتصريحات في القنوات الفضائية، يواجه هجومًا حادًا من عدة جهات، بينها التيارات السلفية والعلمانية والإخوان والدواعش، الذين يسعون لتشويه الحقائق، على حد تعبيره.
وخلال حديثه عن قضية تارك الصلاة، أشار كريمة إلى أن هذه المسألة الفقهية شهدت تباينًا في آراء العلماء على مر العصور، مستدلًا بالموقف الذي جمع بين الإمام الشافعي وتلميذه الإمام أحمد بن حنبل.
وذكر أن ابن حنبل كان يرى أن تارك الصلاة، سواء كان كسلًا أو عمدًا، يُعتبر كافرًا. لكن الشافعي رد عليه متسائلًا: "كيف يدخل الإسلام؟"، فأجابه ابن حنبل: "بالشهادة"، ما يعني أن الشخص الذي يقر بالشهادتين لا يمكن تكفيره لمجرد تركه الصلاة كسلًا.
وشدد كريمة على أهمية التعددية في الآراء الفقهية، محذرًا من النهج الذي يعتمد على التكفير والتخوين بدلًا من النقاش العلمي المستند إلى الأدلة الشرعية.
وكما أشار إلى ضرورة تفهم الاختلافات الفقهية، وعدم الانجرار وراء الجدال العقيم الذي يغلق باب الاجتهاد.
واختتم الدكتور أحمد كريمة حديثه بالتأكيد على أن البحث العلمي في القضايا الدينية يجب أن يكون بعيدًا عن التسييس والهجمات الشخصية، داعيًا إلى تعزيز ثقافة الحوار واحترام الاجتهادات الفقهية المختلفة.
وأوضح أن مسألة تارك الصلاة كانت ولا تزال محل اجتهاد بين العلماء، ويجب التعامل معها وفق رؤية علمية دقيقة، بعيدًا عن التخوين والتكفير.
اقرأ ايضا