أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، جولة ميدانية في سوريا، حيث التقى قائد كتيبة 77 وقيادات ميدانية أخرى، في زيارة تعكس مدى انخراط الجيش الإسرائيلي في العمليات داخل الأراضي السورية.
وخلال اللقاء، أشاد زامير بجهود وحدات الجيش الإسرائيلي التي قاتلت على جميع الجبهات منذ 7 أكتوبر، بدءًا من العمليات في المستوطنات الحدودية، مرورًا بالحملة العسكرية في غزة، ووصولًا إلى الجبهة السورية، حيث تنشط القوات الإسرائيلية منذ ثلاثة أشهر.
وقال زامير في تصريحات نقلتها مصادر عسكرية:
"أنشطة الوحدات القتالية في هذه الحرب ستُسجل في كتب تاريخ الجيش الإسرائيلي"، في إشارة إلى العمليات العسكرية الجارية في سوريا ودور الجيش الإسرائيلي في التصعيد الإقليمي.
ماذا تعني جولة رئيس الأركان الإسرائيلي في سوريا؟
تعتبر هذه الجولة الميدانية تطورًا لافتًا، حيث تؤكد انخراط الجيش الإسرائيلي في الساحة السورية بشكل أكثر علنية، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إسرائيل وإيران والجماعات المسلحة الموالية لها في المنطقة.
ويأتي هذا التحرك الإسرائيلي بعد أسابيع من الغارات المكثفة التي استهدفت مواقع في دمشق وحلب ودير الزور، حيث تقول إسرائيل إنها تستهدف منشآت عسكرية تستخدمها إيران لنقل الأسلحة لحزب الله والفصائل المسلحة الأخرى.
وبينما لم تصدر دمشق أي تعليق رسمي على هذه الجولة، يرى مراقبون أن هذه الزيارة قد تكون رسالة موجهة إلى إيران وحلفائها، بأن إسرائيل مستعدة لتعميق تدخلها العسكري في سوريا إذا استدعت الحاجة.
هل نحن أمام تصعيد جديد في سوريا؟
تأتي زيارة زامير إلى سوريا في ظل تصاعد الضربات الجوية الإسرائيلية، والتي استهدفت خلال الأشهر الماضية قواعد عسكرية ومستودعات أسلحة تابعة لإيران وحزب الله، وفقًا للتقارير الاستخباراتية الغربية.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز عملياتها العسكرية لمنع تعاظم النفوذ الإيراني في سوريا، خاصة بعد التقارير التي تفيد بزيادة نشاط طائرات الشحن الإيرانية التي تنقل الأسلحة إلى دمشق.
ما هو الدور الإسرائيلي في سوريا اليوم؟
رغم أن إسرائيل نادرًا ما تعترف رسميًا بعملياتها العسكرية في سوريا، فإن قادتها يؤكدون أن تل أبيب لن تسمح بتحويل سوريا إلى قاعدة متقدمة للحرس الثوري الإيراني.
وقد صرح مسؤولون إسرائيليون في مناسبات عدة أن العمليات في سوريا تهدف إلى إحباط تهديدات محتملة، ومنع نقل أنظمة دفاع جوي متقدمة وصواريخ دقيقة إلى حزب الله.
مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية، والتوترات المتصاعدة مع إيران، ووجود ميليشيات موالية لطهران في سوريا، فإن احتمال التصعيد لا يزال مرتفعًا.
وفي حال استمرت إسرائيل في توسيع عملياتها داخل الأراضي السورية، فقد تجد نفسها في مواجهة مفتوحة مع إيران أو حتى مع الجيش السوري، ما قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة تمتد إلى لبنان والعراق وربما اليمن أيضًا.