خلط الكثيرون بين الشيخ ياسين التهامي عميد الإنشاد الديني، والشيخ عليوة ثابت، بسبب تركيب مقطع من قصيدة ابن الفارض "أكاد من فرط الجمال أذوب" بصوت الأخير على صورة للشيخ ياسين التهامي، واستغلال التشابه في نغمة الصوت بين الشيخين.

ومشكلة الشيخ عليوة ثابت ابن قرية بنى مر بأسيوط، أن كل من يسمعه دون أن يراه، يظن أنه يستمع إلى الشيخ ياسين التهامي سلطان المداحين، ما جعل المسؤول الإعلامي للشيخ علوة يقوم بتصحيح الوضع عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، وهو يدعو جمهور عليوة إلى دعمه، ومشاركة أعماله الإنشادية.
الشيخ عليوة ثابت مداح الرسول
والشيخ عليوة ثابت من أشهر المداحين في الصعيد، ولقب بـ "مداح الرسول"، كان والده مبتهلا على الطريقة الشاذلية، بينما كانت رغبة الابن "عليوة" تتجه إلى الفن، أراد أن يكون مطربا مشهورا لكن القدر فعل معه ما يريد.

في إبريل عام 1959 ولد الشيخ عليوة ثابت بمحافظة أسيوط مركز بني مر، بدأ مسيرته على مسارح قصور الثقافة كمطرب، وحصل على جايزة أجمل صوت على مستوى قصور الثقافة في الأقاليم سنة 74".

كان من المفترض أن يمضي علية ثابت في طريقه، إلا أن ما حدث له في حفلة بمحافظة الفيوم جعله يقلع عن الغناء ويتجه إلى عالم الإنشاد، يقول الشيخ عليوة في حوار نشرته الزميلة "مصراوي": "روحت حفلة في الفيوم لبسوني بدلة وحطولي حاجات على وشي عشان الإضاءة، وقاموا كاوينلي شعري، مطقتش"
حادثة الفيوم تحوله إلى مداح
خرج عليوة من الفيوم ولم يعد إلى الغناء مرة أخرى، وبدأ من جديد في قريته يفتش عن بصمته الخاصة التي يعبر فيها عن موهبته بما ينسجم مع عاداته الصعيدية، وتقاليده الجنوبية.

ويعترف عليوة في الحوار بأن الصدفة هي من قادته إلى الابتهالات حيث يقول: "كان فرح أخويا الكبير سيد، مسكت الميكرفون وبدأت المديح"، ونتيجة استحسان الجمهور، والتفاعل معه، والتعليقات التي تلقاها منهم والتي تعبر عن إعجابهم الشديد بصوته، استمر في المديح، ولم تمر الليلة إلا وجاء من يتفق معه على إحياء ليلة أخرى.

ومن يومها بات الشيخ عليوة ثابت مطلوبا بالاسم في ليالي الصعيد، أما فرقته فقد قام بتجميعا بطريقته الخاصة "جمعتهم من محافظات كتير، كنت أشوف حد فيهم في أي ليلة كبيرة تاني يوم يبقى في الفرقة"، واستمروا معه على مدار عشرات السنين.
يقول الشيخ: "معايا اتنين رق وتلاتة على الكولة والكمانجة والطبلة"، بينما الألحان تسير بينهم بالنظرة، ليس هناك اتفاقا على شيء "وبنعمل بروفة لو هأقول ابتهال جديد، لكن في العادي بنسيبها زي ما ربنا يريد ويفتح علينا".
شيال الحمول
بسبب تحمله المسؤولية لم يستكمل الشيخ عليوة تعليمه "كملت لحد إعدادي بس.. عندي 4 إخوات ولاد و4 بنات، وشيلت الحمول من بدري"، ومع ذلك يعترف بموهبته في الحفظ "أنا حافظ آلاف الأبيات لسيدي ابن الفارض، والحلاج وغيرهم".

أول شريط قام بتسجيله (قلبي إلى بلد الحبيب يهيم)، ومن بعدها 20 شريط كاسيت انتهت عام 1969 أخرها شريط (حُب النبي)، ومن بعدها جاء عصر الفلاشة، والآن باتت السوشيال ميدا جسرا سريعا للجمهور.