تعالت أصوات الجماهير التي طالبت منذ العام الماضي، بضرورة ضم اللاعب أدهم القرشي لصفوف منتخب الأردن استنادًا إلى ما يقدمه من عطاء كبير، وما يظهره من روح قتالية مع فريقه الحسين إربد.
ولم يأبه جمال سلامي مدرب الأردن بتلك المطالب طيلة الفترة الماضية، قبل أن يفجّر مفاجأة بإدراج اسم نجم الحسين إربد ضمن القائمة التي صدرت أمس لمواجهتي فلسطين وكوريا الجنوبية، في تصفات آسيا الحاسمة والمؤهلة لكأس العالم 2026.
وسينضم القرشي لأول مرة في مسيرته إلى منتخب النشامى، خلال التدريب المسائي الذي يقام الليلة في بدء مرحلة الإعداد تأهبًا لاستضافة منتخب فلسطين يوم 20 مارس/ آذار الجاري، ومن ثم السفر إلى كوريا الجنوبية لمواجهة منتخبها يوم 25 من ذات الشهر.
هل يستفيد مدرب الأردن من أدهم القرشي؟
كان الأفضل لسلامي استدعاء أدهم القرشي ضمن قائمة منتخب الأردن، التي خاضت معسكرًا تدريبيًّا الشهر الماضي في قطر، واشتمل على خوض عدة لقاءات ودية، ولا سيما أن اللاعب لم يسبق له أن تدرب ولو مرة مع منتخب بلاده.
ولو كان القرشي حاضرًا مع منتخب الأردن في قطر لربما كان بالمقدور الزج به مباشرة في المباريات الرسمية لتصفيات كأس العالم، وتحديدًا أمام فلسطين وكوريا الجنوبية، إذ كان ليغدو أكثر تأقلمًا وثقة.
ومن غير المنطقي أن يتم الدفع بأدهم القرشي في مباريات حاسمة، وهو يفتقد للخبرة الدولية، إلا إذا كانت ثقة السلامي به كبيرة ولديه القناعة أنه قادر على التأقلم، وفرض نفسه مع منتخب الأردن رغم محدودية خبرته.
ويعد القرشي أحد أهم المواهب الأردنية تعرضًا للتهميش، إذ يرى متابعون أن سلامي تأخر كثيرًا بضم اللاعب لقائمة النشامى، رغم أن اللاعب يعد من أبرز لاعبي الحسين إربد الذي يتصدر حاليًّا دوري المحترفين.
تأخُّر سلامي ومن قبله من مدربين باستدعاء القرشي، قد يجعل من حضوره مع النشامى شكليًّا في مباراتي فلسطين وكوريا الجنوبية، إلا إذا اضطر المدرب إلى الاعتماد عليه.
وسيكون من المبكر جدًّا أن يلعب القرشي مباراة ضد كوريا الجنوبية على سبيل المثال، وهو ما يزال في بداية الطريق مع النشامى، حيث يخوض معه اليوم أول تدريب في مسيرته، وهذا التأخر في اكتساب اللاعب للخبرة الدولية رغم بلوغه سن الثلاثين، يعود لفداحة الظلم الذي تجرعه منذ سنوات طويلة.
ويمتلك القرشي بعضًا من الخبرة، حيث شارك الموسم الحالي مع فريق الحسين إربد في دوري أبطال آسيا 2، لكن مشاركة واحدة لا تكفي والخبرة الدولية تُكتسب من خلال خوض عدد جيد من المباريات الودية أمام المنتخبات.
وكان القرشي صاحب الـ 30 عامًا قد بدأ مسيرته مع الوحدات، حيث شغل مركز الظهير الأيمن، وبقي حبيسًا لمقاعد البدلاء، ليفرط النادي به وينتقل لصفوف السلط، وبعدها استقر مع الحسين إربد وتوج معه في الموسم الماضي بلقب الدوري.
ويمتاز القرشي بروحه القتالية العالية، وذكائه في كشف دفاعات المنافسين، حيث أسهم في صناعة العديد من الفرص لفريقه الحسين إربد، وتعدى ذلك بإحرازه عدة أهداف مهمة.
ويشغل أدهم القرشي ذات مركز إحسان حداد "قائد منتخب النشامى"، وكلاهما يلعبان معًا في فريق الحسين إربد، لكن المنطق يقول إن سلامي سيعتمد في المرحلة المقبلة على من يتمتع بالجاهزية الأعلى، وعلى اللاعب الأكثر امتلاكًا للخبرة الدولية، والمفاضلة هنا ستصب في صالح حداد، ما لم يدر بفكر المدرب أشياء أخرى، كأن يدفع بالثنائي حداد والقرشي معًا كما يفعل نادي الحسين إربد.