الاثنين 10 مارس 2025 | 10:02 صباحاً

مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ
تتعدد ثروات كفر الشيخ الطبيعية، لكن تبقى تربتها هي الكنز الأعظم، فتربتها الطينية هي الأكثر إنتاجية في مجال الزراعة، وتتركز نحو 40% من قيمة مصر في الإنتاج الزراعي بها، أما تربتها الرملية، فهي الكنز الذي عاد للحياة من جديد.
غياب الدولة عن الاستفادة من هذا الكنز العظيم
رغم غياب الدولة عن الاستفادة من هذا الكنز العظيم "الرمال السوداء" لعقود طويلة، فإنها مؤخرًا أعادته للحياة بعد إنشاء أول مصنع للرمال السوداء بالبرلس في محافظة كفر الشيخ، في العام قبل الماضي 2022.
وتكمن القيمة الكبرى لتلك الرمال في استخلاص 41 عنصرًا معدنيًا يتم استخدامها في جميع الصناعات، أبرزها الصناعة الحربية والنووية وأجسام الطائرات، كما تدخل في صناعة السيراميك، الدهانات، السيارات، والصناعات التكنولوجية والإلكترونية. ولعل أهم أنواع المعادن التي تُستخرج من الرمال السوداء: الإلمينيت، الزركون، الماغنتيت، الروتيل، الجارنت، بالإضافة إلى المونازيت الذي يحتوي على مواد مشعة، وغيرها من المعادن الأخرى التي تدخل في الصناعات المختلفة.
كما أضفى إنشاء مصنع الرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ، ليخدم الامتداد الساحلي للبحر الأبيض المتوسط، أهمية كبرى، فلم يكن دوره مقتصرًا على الاستفادة من الرمال التي تقع بالقرب من شواطئ مصر، بل امتد ليستفيد من القوى البشرية من أبناء مصر، خاصة أبناء محافظة كفر الشيخ، وكان له دور في توفير فرص عمل لشباب المحافظة.
وأوضح الدكتور محمد رأفت، معاون محافظ كفر الشيخ، أن مشروع مصنع الرمال السوداء بالبرلس هو واحد من أضخم المشروعات على أرض مصر، حيث يساهم في استخراج معادن اقتصادية نادرة تميزت بها رمال مصر السوداء، لأنها تدخل في صناعات متعددة الأشكال والمجالات، مثل الطائرات والإلكترونيات، مشيرًا إلى أهميته الكبرى في دعم الاقتصاد الوطني.
وأكد معاون المحافظ أن إنشاء هذا المصنع كان له فضل كبير على أبناء المحافظة، حيث وفر مزيدًا من فرص العمل، في إطار سعي المحافظة للحفاظ على مشروعاتها الكبيرة، وكذلك دعم المشروعات الصغيرة لتوفير مزيد من فرص العمل لأبناء المحافظة، وفتح آفاق جديدة للتنمية في المنطقة.
وقال المهندس رضا حماد، المدير التنفيذي بشركة الرمال السوداء، إن هذا المشروع ليس مقتصرًا على مصنع واحد فقط، بل هو مجمع مصانع يضم 6 مصانع، يقوم كل واحد منها بفصل معدن معين، مضيفًا أنه مع مرور الوقت تزداد الإنتاجية أكثر، وبالتالي يزداد معها الاحتياج إلى المزيد من العمالة، مما يوفر فرص عمل إضافية بالمؤسسة.
وأشار المدير التنفيذي للشركة إلى استخدام واحدة من أعظم الكراكات في العالم في عمليات الحفر والاستخراج، والتي أُطلق عليها كراكة "تحيا مصر"، وهي هولندية الصنع، تعمل بالطاقة الكهربائية، مما يجعلها صديقة للبيئة وذات قدرة وكفاءة عالية.
وأردف حماد أن هذه الكراكة تستطيع استخراج ربع مليون طن من الرمال السوداء يوميًا، مما يجعل لديها القدرة على تغطية مصنعي الفصل والتركيز بالبرلس.
وفي ذات السياق، قال النائب عبد الحميد الدمرداش، عضو مجلس النواب بكفر الشيخ، إنه على الرغم من افتتاح مصنعي الرمال السوداء بالبرلس، فإنها خطوة جاءت متأخرة لسنوات، لكن "أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا"، على حد وصفه، مؤكدًا أن وجود هذا المشروع في محافظة كفر الشيخ سيعطي إضافة كبيرة إليها، مما يعكس أهمية وقيمة المحافظة.
وتطرق الدمرداش إلى ضرورة الاهتمام بإنشاء مشروعات تعمل على زيادة الإنتاج المحلي، مما يوفر الملايين من العملات الصعبة التي يعاني الاقتصاد من نقصها، بالإضافة إلى توفير فرص العمل.
وأكمل قائلًا إن مصر تملك طاقة بشرية هائلة من الشباب، يجب استغلالها عن طريق إنشاء عدد من المصانع، والتركيز على الصناعة المحلية، الأمر الذي يساهم في تعزيز الاقتصاد، والاستفادة من الطاقات الشبابية المصرية التي استفاد منها العالم كله، دون أن يستفيد بهم وطنهم، وهو الأولى والأجدر بهم.


اقرأ ايضا