البابا كيرلس السادس يعد من أبرز الشخصيات البابوية التي ترتبط أسماؤها بأماكن مقدسة وأثرية داخل مصر. فقد شكلت هذه المواقع محطات بارزة في مسيرة حياته، سواء خلال فترة الرهبنة، سنوات العزلة، أو في أثناء خدمته كبطريرك.
وعلى الرغم من مرور أكثر من خمسين عامًا على وفاته، ما زالت هذه الأماكن تحتفظ بنفحات ذكراه، وتجذب العديد من الزوار للتبرك بها أو لاستحضار سيرته ذات التأثير العميق.

طاحونة – مصر القديمة
قبل أن يرتقي إلى منصب البطريرك، عاش البابا كيرلس السادس حياة نسكية متفردة في طاحونة الهواء بجبل المقطم، الواقعة في منطقة مصر القديمة. تحولت هذه الطاحونة لاحقًا إلى مزار شهير يقصده الآلاف من محبيه. هناك، انصرف طاحونة البابا كيرلس السادس – مصر القديمة للصلاة والصوم لساعات طويلة، وكان يشتهر بزهده وتواضعه العميقين، مما جعله قريبًا من قلوب الكثيرين حتى في فترة اعتزاله.

دير السيدة العذراء “المحرق” – أسيوط
يعتبر دير المحرق واحدًا من الأماكن التي أولى لها البابا كيرلس السادس اهتمامًا كبيرًا وزارها مرات عدة. يتميز الدير بأهميته التاريخية، حيث ارتبط برحلة العائلة المقدسة في مصر، تحديدًا بالمغارة التي كانت مقر إقامتها الأطول داخل البلاد. كان البابا كيرلس حريصًا على الصلاة في هذا المكان المقدس وتشجيع الرهبان على التعمق في الحياة الروحية والنسك.
دير مارمينا – مريوط
دير مارمينا العجائبي في مريوط يُعد واحدًا من أبرز المعالم التاريخية المرتبطة بالبابا كيرلس السادس، الذي كرّس حلمه لإعادة إحياء هذا الدير العريق الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي. وقد بدأ فعليًا في إعادة بناء الدير عام 1959، ليصبح فيما بعد من أكبر الأديرة في مصر ومقصدًا للآلاف من الزوار. يتوافد الناس إلى هناك لزيارة ضريح البابا كيرلس، الذي دفن في الدير وفقًا لرغبته الأخيرة.

الكاتدرائية المرقسية بالعباسية
تُعتبر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية واحدة من الإنجازات البارزة في عهد البابا كيرلس السادس، حيث كان له دور محوري في تأسيسها لتصبح مقرًا رئيسيًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية حتى يومنا هذا. وقد جرى افتتاح الكاتدرائية في 25 يونيو عام 1968، في فعالية تاريخية شهدت حضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلى جانب ممثلين من مختلف الكنائس العالمية.
كنيسة مارمينا في منطقة فلمنج بالإسكندرية
تتميز بكونها كانت مقرًا مؤقتًا للبابا كيرلس السادس في الفترة التي أعقبت تتويجه بطريركًا. أقام فيها لفترة وجيزة قبل انتقاله إلى المقر البابوي الرئيسي في القاهرة. تحتفظ الكنيسة حتى يومنا هذا بعدد من المقتنيات الشخصية التي تخص البابا كيرلس، مما يجعلها وجهة لزيارة العديد من الأشخاص الذين يسعون للتبرك وطلب شفاعته.