أخبار عاجلة
وزير الإسكان: حصر الأراضي التابعة لهيئة ... -

الانتقادات تلاحق الإنتاجات الرمضانية .. حضور موسمي في غياب للإبداع

الانتقادات تلاحق الإنتاجات الرمضانية .. حضور موسمي في غياب للإبداع
الانتقادات تلاحق الإنتاجات الرمضانية .. حضور موسمي في غياب للإبداع

مع بداية شهر رمضان المبارك، يتجه ملايين المغاربة إلى الشاشات لمتابعة الأعمال الدرامية التي تعرضها القنوات الوطنية خلال هذا الموسم، الذي يعرف زخماً في الإنتاجات التلفزيونية مقارنة مع باقي فترات السنة، حيث تشتعل المنافسة لكسب الرهان والظفر بالصدارة.

وأخلفت الأعمال المغربية الدرامية المعروضة ضمن البرمجة الخاصة بالشهر الفضيل الموعد من جديد، رغم التطور الكبير الذي بات يشهده المجال الفني، وهو الأمر الذي يطرح مرة أخرى تساؤلات مفتوحة أمام صناع هذه الإنتاجات. فرغم نسب المشاهدة العالية التي تحققها هذه الأخيرة، حسب آخر تقارير “ماروك متري” للأسبوع الأول، إلا أن مستوى جودتها وحبكتها الدرامية لا يزال يعرف ركوداً.

الناقد الفني والسينمائي المغربي فؤاد زويريق كان من أبرز الذين عبروا عن استيائهم من مستوى الأعمال الدرامية الرمضانية لهذا العام، إذ قال في تصريح لهسبريس إنه بعد مشاهدته الحلقات الأولى للكثير من الأعمال الدرامية، لم يتفاجأ مادام هناك تكرار للوجوه والأسماء نفسها، والكيانات من منتجين ومخرجين.

وأضاف: “لا يوجد أي جديد، الإسفاف والابتذال والتفاهة والضعف نفسه الذي ننتقده كل سنة يطل أيضاً هذا الموسم، والصرخات والانتقادات الموسمية ذهبت أدراج الرياح مجدداً”.

وتابع زويريق بأن “الأعمال الرمضانية تموّل من طرف دافعي الضرائب، أي من طرف الشعب الذي كلّ وملّ من هذه “التفاهة الموسمية”، ومع ذلك لم تقم أي جهة مسؤولة، أو أي كيان وصي على هذا الميدان، باتخاذ مبادرة مسؤولة وخطوات إلى الأمام لترضية الجمهور والاعتكاف على تحسين جودة هذه الأعمال”، مبرزا أن “ما نراه إلى حد الآن هو أموال الدعم العمومي التي تتبخر دون إضافة تذكر لهذا المجال”.

وأشار الناقد المغربي ذاته إلى أن الأعمال الرمضانية تعاني بشدة من ضعف الإبداع سواء في الكتابة أو الإخراج، في التصوير أو الأفكار، وكل العناصر، ليبقى التشخيص هو السبيل الوحيد للوصول إلى المُشاهد، موضحاً أنه رغم تكرار الكثير من الوجوه ونمطيتها، يبقى هذا العنصر هو الضامن نسبياً لجذب الجمهور، وهو ما يجعل العمل أكثر تداولاً في النقاشات العامة، وخصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي.

وعن نسب المشاهدات والأرقام التي يتباهى بها صناع الأعمال الدرامية عبر منصات التواصل الاجتماعي كل موسم، قال فؤاد زويريق إن ذلك “لا يعكس نهائياً إقبال المغاربة على هذه الأعمال؛ لأن جل هذه الأرقام مغلوطة ولا علاقة لها بالواقع”.

وخلص المتحدث إلى أن “المشاهد المغربي المهتم يريد أن يجد نفسه في أعمال تعكس روحه، وواقعه، وهويته، لهذا تجده يتحسر ويصرخ وينتقد ما يُعرض عليه كل ليلة رمضانية، غيرة وتعطشاً لفن جاد وجيد، وحسرة أيضاً على أمواله التي تقتطع من ضرائبه دون أن يلمس شيئاً يطفئ عطشه هذا”.

الناقد الفني الباحث إدريس القري يرى أنه في هذه السنة ظهرت بعض التباينات الواضحة في مستوى الإنتاجات التلفزيونية، سواء على مستوى البنية الدرامية، الإيقاع السردي أو البنية الإخراجية، موردا على سبيل المثال مسلسل “الدم المشروك”، “رحمة”، و”جرح قديم”، قائلا: “هناك مفارقة وفجوة في ما هو مغربي قح وما هو هجين، لكن قوي الحضور بشكل لافت، وسيطر على عامة الناس غير المسلحين جيدا”.

وأضاف أن مسلسل “جرح قديم” يقدم قصة مبنية عن العامل النفسي بالأساس لطبيبة نفسية تقع في المحظور وتمارس ما تعالج هي الناس منه، مردفا أن “المسلسل يبقى إلى حد الساعة بطيئاً وليس في إيقاع وقوة السرد الضروري والكافي الذي رفعته مسلسلات مغربية سابقة”.

وأبرز أنه في مسلسل “الدم المشروك” يلاحظ وجود صراع كسر العظام بين ما هو مغربي وما هو مصري، قائلا: “بالرغم من أن العمل استفاد من الكتابة الدرامية المصرية المحترفة، إلا أننا نعلم أن لا كتابة محايدة تحمل هويتها وما تمزجه هويتها… إلى حد الساعة هناك صراع ينتصر للمصري الذي يشكل عنصر السيناريو، لكن ضعف الإخراج لم يمثل الهوية المغربية ولم يستطع إطفاء تغول النص المصري لأنه يرسم المرأة المغربية بشكل غريب عن هويتنا وقيمنا وديننا البسيط الوسطي المعتدل والبشوش الذي يحافظ على قيم الحوار والتسامح، بينما في المسلسل نرى العكس”.

وأضاف القري أن لا شيء من هذا المسلسل الأخير يعكس مستوى جيداً، رغم الحماس منقطع النظير على مستوى “الترند” والإقبال الجماهيري، وهو ما اعتبره “شيئاً طبيعيا؛ فالجمهور المغربي متحمس لرؤية صور له في غياب تراكم حقيقي وتكوين ووعي وتأسيس حقيقي على وسائل الإعلام وتوفر الإمكانيات للتحسيس بمجموعة من المستويات”.

من جهته، كشف الكاتب والناقد المغربي محمد بنعزيز، في حديث مع هسبريس، أنه لا يتابع هذه السنة الأعمال الدرامية المغربية المعروضة عبر القنوات الوطنية، مبررا اختياره بأن هذه الأخيرة تقع سنوياً في الاجترار والافتقار للإبداع، وهو الأمر الذي جعله يهاجر لمتابعة الأعمال الأمريكية على منصة “نتفليكس”.

وقال إن جودة الإنتاجات المعروضة ليست لها علاقة بنسب المشاهدة التي تحققها هذه الأعمال، موضحا أن نسب المشاهدة والأرقام العالية ليست معيارا لتقييم العمل الدرامي والحكم على مستواه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مستقبل وطن سوهاج يفتتح معرض «أهلاً رمضان» بشارع المحطة واللحوم بسعر 280 جنيهاً للكيلو
التالى المحكمة تحسم مصير زوج إعلامية شهيرة نصب على أفشة في 13 مليون جنيه| تفاصيل